المرونة في السنن النبوية: قراءة القرآن قبل النوم
السنن النبوية بين السهولة والمرونة
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمارس العديد من السنن التي تتنوع بين ما هو سهل وما قد يبدو شاقًا لبعض الناس. هذه المرونة في السنن تعطي للمسلم مساحة واسعة للتطبيق وفقًا لحالته وقدرته، سواء كان في أوقات النشاط الإيماني أو في لحظات الفتور. ومن بين هذه السنن التي تظهر فيها المرونة هي قراءة القرآن قبل النوم.
قراءة المسبحات قبل النوم
ما هي المسبحات؟
المسبحات هي السور التي تبدأ بتسبيح الله تعالى، وهي سبع سور في القرآن الكريم:
1. الإسراء
2. الحديد
3. الحشر
4. الصف
5. الجمعة
6. التغابن
7. الأعلى
فضل قراءة المسبحات
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ المسبحات قبل أن ينام ويقول: "إن فيهن آية خير من ألف آية".
قراءة هذه السور قبل النوم تعادل تقريبًا جزءًا وربعًا من القرآن، مما يجعلها مصدرًا عظيمًا للحسنات. فإذا قرأتها كل ليلة، فإنك تحصل على أجر قراءة جزء كامل من القرآن تقريبًا.
قراءة سورتي الزمر والإسراء قبل النوم
السنة النبوية في قراءة الزمر والإسراء
عن عائشة رضي الله عنها، كما روى الترمذي وأحمد والحاكم، أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان لا ينام حتى يقرأ سورة الزمر وسورة بني إسرائيل (الإسراء)".
هاتان السورتان معًا تعادلان حوالي جزء من القرآن (11 صفحة تقريبًا)، وتحتويان على حوالي 113,490 حرفًا. وإذا اعتبرنا أن كل حرف بعشر حسنات، فإن قراءتهما تعادل 1,134,900 حسنة يوميًا.
المرونة في تطبيق السنن
التنوع في القراءة حسب القدرة
السنن النبوية تتيح للمسلم المرونة في التطبيق. ففي الأيام التي يكون فيها النشاط الإيماني عاليًا، يمكن قراءة المسبحات السبعة كاملة. وفي الأيام التي يكون فيها النشاط أقل، يمكن الاكتفاء بقراءة سورتي الزمر والإسراء. وهناك أيام أخرى يمكن فيها اتباع سنن أخرى أقل في الكمية، مما يجعل المسلم دائمًا على اتصال بالقرآن حتى في أصعب الأوقات.
فوائد هذه المرونة
1. التيسير على النفس: لا يشعر المسلم بالثقل أو الملل من العبادة.
2. الاستمرارية: المرونة تساعد على المواظبة على العبادة دون انقطاع.
3. التنوع: يجعل العبادة أكثر تشويقًا وإقبالًا.
كيف نطبق هذه السنن في حياتنا؟
1. قراءة المسبحات: في الأيام التي تشعر فيها بالنشاط، اقرأ السبع المسبحات قبل النوم.
2. قراءة الزمر والإسراء: في الأيام العادية، يمكنك الاكتفاء بقراءة سورتي الزمر والإسراء.
3. البدائل الأقل: في الأيام التي تشعر فيها بالإرهاق، يمكنك قراءة سور قصيرة مثل الإخلاص والمعوذتين.
خاتمة: السنن النبوية طريق للقرب من الله
السنن النبوية ليست مجرد أعمال روتينية، بل هي وسيلة لتعميق العلاقة مع الله سبحانه وتعالى. المرونة في تطبيق هذه السنن تجعلها مناسبة لكل حالات الإنسان، مما يساعده على الاستمرار في الطاعة دون كلل أو ملل. فلنحرص على تطبيق هذه السنن في حياتنا اليومية، ولنبدأ بقراءة القرآن قبل النوم، سواء بالمسبحات أو بسورتي الزمر والإسراء.
0 تعليقات